الجمعة، 21 يونيو 2013

القصيدةُ الرَّائية في السُّلوكِ

القصيدةُ الرَّائية في السُّلوكِ للغوثِ الشَّيخِ أبي مَدْين رضِي اللهُ عنهُ

مَا لذّةُ العَيْش إلاّ صُحْبَةُ الفُقرَا هُم السّلاطِينُ وَ السّاداتُ وَ الأُمرَاَ

فَاصْحَبْهُم وَ تَأَدَّب في مَجَالِسِهِم وَ خَلّ حَظّك مَهمَا قَدّمُوكَ وَرَا

وَ اسْتَغْنِم الوَقْت وَ احْضُر دَائماً مَعَهُم وَ اعْلَم بِأَنّ الرّضا يَخْتَصّ مَنْ حَضَرَا

وَ لازِم الصّمْتَ إلا إنْ سُئِلْتَ فَقُلْ لا عِلْمَ عِندي وَكُن بالجهلِ مُسْتَتِرا

وَ لاتَرَ الْعَيْبَ إلا فِيكَ مُعْتَقِداً عَيْباً بدَا بَيّناً لكِنّه اسْتَتَرَاَ

وَ حُطّ رَأسَكَ وَ اسْتَغْفِرْ بلا سَبَبٍ وَ قُمْ عَلَى قَدَمِ الإنصَافِ مُعتَذِراً

وَ إنْ بَدا مِنكَ عَيْبٌ فَاعتَرِف وَ أقِم وَجهَ اعتِذَارِكَ عمّا فِيكَ مِنْكَ جَرَى

وَقُل عُبَيْدُكُم أَوْلَى بِصَفْحِكُم فَسَامِحُوا وَخُذُوا بِالرّفْق يا فُقَرَا

هُم بِالتَّفَضُّلِ أوْلَى و هُوَ شِيمَتُهم فلا تَخَف دَرَكاً مِنْهُم و لا ضَرَراً

وَ بالتَّفَنّي على الإخوان جُدْ أبَداً حِسّاً و مَعْنى و غُضَّ الطَّرْفَ إن عَتَرا

و رَاقِب الشّيخَ في أحوَالِه فَعَسَى يُرَى عَلَيكَ مِن استِحسَانِهِ أثَراً

وقَدِّمِ الجِدَّ و انْهَضْ عِند خِدمَتِه عَسَاه يَرْضَى و حَاذِر أن تَكُن ضَجِراً

ففي رِضَاهُ رِضَا الْبَارِي وطاعَتُه يَرضَى عَلَيكَ فَكُن مِن تَرْكِها حَذِرَاً

و اعْلَمْ بأنّ طَرِيقَ القَوْمِ دَارِسةٌ مَتَى و حَالُ مَن يَدّعِيها اليوم كيف ترى

متى أرَاهُم وأنَّى لمثلي أن يُزَاحِمَهُم على مَوَارِدَ لَمْ ألْفِ بها كَدَرَا

أُحِبُّهُم و أُدَارِيهِم و أُثِرُهُم بِمُهْجَتِي و خُصُوصاً مِنْهُم نَفَرَا

قَوْمٌ كِرَامُ السّجَايَا حَيثُمَا جَلَسُوا يَبْقَى الْمَكانُ على آثارِهِم عَطِرَا

يُهدِي التّصَوّفُ مِنْ أخْلاقِهِم طَرَفا حُسْنُ التّآلُفِ مِنْهُم رَاقَنِي نَظَرَا

هُمْ أَهْلُ وُدّي وَ أحْبَابي الذِينَ هُم مِمّن يَجُرّ ذُيُول العِزّ مُفتَخِرَا

لا زَالَ شملي بِهِم في الله مُجْتَمِعاً وَ ذَنبُنَا فِيه مَغْفُوراً وَ مُغْتَفَراً

ثُمّ الصّلاةُ على المُخْتَارِ سَيِّدِنَا مُحَمَدٍ خَيرِ مَنْ أوْفَى وَ مَن نَذَرَا
_________________

هناك تعليقان (2):